The best Side of التسامح والعفو
The best Side of التسامح والعفو
Blog Article
ببساطة التسامح يمنع الحقد والضغينة بين الأفراد، بينما يُعالج العفو الإساءة التي وقعت بالفعل، وكلاهما يعبران عن قوة الأخلاق، لكن لكل منهما دوره الخاص في بناء العلاقات الإنسانية السامية، ويعزيزان من مفهوم التآخي والسلام في الإسلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلى النبي ﷺ يَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا وَلا أَجْمَلْتَ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ، وَقامُوا إِلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ كُفُّوا، ثُمَّ قَامَ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَأرْسَلَ إِلَيْهِ ﷺ، وَزَادَهُ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ أَهْلٍ وَعَشِيرَةٍ خَيْرًا.
تزيد من قدرة الفرد على ضبط نفسه ومشاعره وعواطفه عن كثير من الصفات السيئة؛ مثل: الإنتقام من الأشخاص الآخرين، والحقد، والكراهية.
عن ابن عباس رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسمح يُسمح لك).
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي).[١٨]
العفو والتسامح لهما أثر كبير وإيجابي على المجتمع، ويؤديان إلى تحسين العلاقات الإنسانية وتقوية الروابط الاجتماعية، وفيما يلي أبرز آثار العفو والتسامح في المجتمع:
نيل رضا الله -تبارك وتعالى- فالله عز وجل قد أمر عباده بالعفو، وحري بالمسلم أن يتتبع أوامر ربه فيلتزم بها ويكون بعيدًا عن الكبر والمخيلة التي تمنعه من الصفح والعفو.
التسامح في العبادات، كالتيمم للصلاة إن كان المسلم مريضًا أو تعذر وجود ماء أو غيرها من الأعذار التي تبيح ذلك، وترخيص الفطر الإمارات للمسافر والمريض، ومن اليُسر في الشريعة التدرّج في تشريع بعض الأحكام، والتمهيد لها.
العفو هو أن يتجاوز الشخص عن المسيء إليه ويترك معاقبته أو معاتبته وهو كذلك أن يستحق الشخص حقًا من غيره فيعفو عن ذلك الحق ويتجاوز عنه ولا يبتغي من وراء ذلك مصلحة، وقد أمر الله تبارك وتعالى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعفو وأن يعفو عن الجاهلين والظالمين ويُعرض عنهم، وقد تلازمت صفة العفو والمسامحة الأنبياء والصالحين كافّة،[١] وقد تمثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفة العفو في أخلاقه لكنّ ذلك ليس في الأمر كله، إذ إنّ الشدة مطلوبة في بعض الأوقات حين لا يكون هناك مفر منها.[٢]
لما تحدث بعض المنفقين عن عائشة -رضي الله عنها بالسوء وهي زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ممن تحدث عنها بذلك مسطح بن أثاثة، وهو قريب لأبي بكر الصديق وكان فقيرًا وأبو بكر -رضي الله عنه- من يُنفق عليه، فلما أنزل الله -تعالى- براءة عائشة من كلامهم السيئ حلف أبو بكر ألا ينفق عليه أبدًا، فأنزل الله قرآنًا يحث على العفو والصفح وجزاء الإمارات العافين، فعاد أبو بكر لإنفاقه عليه وعفا عنه.[١١]
لما كان التسامح يشير إلى المنح غير الواجبة، مثل الكرم، والعطف واللين، وغيرها من التعاملات الطيبة، وكذلك العفو الذي يعني التجاوز عن الذنب، فلنتعرف على ملامح تعامل الرسول –ﷺ– مع غير المسلمين فيما يلي:
يتصف التسامح بأهمية كبيرة للفرد والمجتمع، وسنذكر لكم بعضاً من جوانب أهمية التسامح فيما يلي:
قال الله تعالى في سورة الشورى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ .[٥]
حفظ حقوق الإنسان، والحد من الحروب والنزاعات والعنف، وتحقيق السلام والديمقراطية في المجتمعات المختلفة.